بسطاء القرية

اخوي ود الفضل شغلك دا شوق عديل واظنوا ال USA ما راكبه ليك دماق .
اشتقت للخلوة والعنقريب الفي الضرا وانت خاتي كراع فوق كراع تراعي للتريه وابو ريه ونفسك في عصيدة دخن بروب ولا ام بلط جامده .
ربنا يرد الغربة

جنحت الشمس نحو المغيب بعد نهار ممسوح بملح الرهق...خطوط اشعتها علي الافق تكتب وصية الوداع ومذكرات النهار الآفل ..لحظات الحد الفاصل بين زمان وزمان..الإنغماس الكلي في جوف الليل ..
الغروب حالة كونية تتصارع فيها بقايا النهار مع طلائع الليل من أجل البقاء فتسيل الدماء شفقا يترع الوجدان سيلا من عصارات الاسى وتدفقات الحنين ..أسى علي موت النهار وحنبن علي شيئ مضى..
عند المغارب تعتري القرية حالة بين الضجيج الخافت والهدوء الثائر..العودة الطوعية لكل مخلوقات القرية بعد كدح وكفاح..الطيور ترسل تغاريد الوداع..النساء يعدن من زرائب البقر بحليب ناصع البياض ..المزارع ( تكل ) حشاشته في قعر القطية او علي (الصريف) ..الاصوات تعلو وتنخفض تعانق تهيؤات (الضرا) بقرب موعد التلاقي..الضرا مكان تتشكل فيه إنسانية الانسان ..منبر يصاغ فيه الوجدان علي نحو يساير حراك الحياة الاجتماعية ..تبدو فيه روعة معالم الإلفة في أبهى تجلياتها ..تتمدد فيه سماحة الضمير وصحيانه ..تتسامى فيه النفوس علي بساط التكافل..تتلامس فيه الايادي علي موائد البشر فتوصل رسالتها الي القلوب ان الجماعة خير من الانفراد والتحوصل ..إنه مدرسة لسمح الطباع وكريم الخصال ..قبول الاخر وشئ الاخر..الضرا حالة انسانية تتمدد ظلالها في البعيد البعيد.. يفيئ اليها القادمين والرائحين ولا يضيرها الهجير ..يتآنسون حوله وينسجون القصص والحكاوي بعيدا عن معكرات الصفو وتعقيدات الحياة المادية ..
(رقد أمبرم) تتعالى ضحكاته العميقة خالية من شوائب النكد..( ابو البن) تتوارد
خواطره واساطيره عن صيد الفيل والظراف وزكرياته الجميلة في ديار السلامات والتعايشة..(ابوعبلة)حكيم الاجاويد تفيض منه الحكمة فتروي ظمأ القلوب و(ابو مهيلة) يمتدحه بعبارته المشهورة (هيييي الضكر)..(ابو رقيات) يبسط سخاء طيبته يكسوها نبله وإفاداته الحية كالسحابة ظل ورواء..و( ارقق) الذي اضناه السهر كأني به يردد قول المتنبئ:-
ليالي بعد الظاعنين شكول طوال وليل العاشقين طويل .
يبن لي البدر الذي لا اريده ويخفين بدرا ما اليه وصول..
يراقب النجوم ويتكأ علي ( ابو ريا).
صمت الجميع بغتة احتراما للآتي الذي تحدو ركبه الاجراس ،تهيأت العقول وتمشي القرياف، صمت تلقائي دونما تحضير ،(ابو البن )لا يجلس كبايته الا وهي فارغة ،ارتشف واحدة وبلا تماسك قال : اتو يا جماعة الشهر الهلا دا حق يومين ولا تلاتة؟
رد عليه رقد امبرم:حق تلاتة كباية
ضحك الجميع وإستدرك ابو البن فونقته..
واصلوا سمرهم بجدية بسطاء القرية وخلصاؤها وعناقريبهم العتيقة لا يتقطع لها (جباد)..
قال ابو رقيات :انا الليلة مشيت حلة ود ضو البيت النار اكلتهم ما خلت ليهم التكتحة ،بكرة نمشوا عليهم العندو قش او مطارق او غزاز او شعب نشيلها ليهم وحسب الإستطاعة العندو قروش كمان كويس..
رقد امبرم يحاول دائما تنبيه الناس بمعرفته لكل شئ ،قال :صدقت يا ابورقيات ودا واجب تاري قبيل شايف الدخان فوق بيني وبين نفسي قلت الله يكضب الشينة ان شاء الله تكون (خشة) وانحرقت..
رفع ابو عبلة يديه الي السماء :بيوت القش الله يحلنا منها ،فرد عليه ابوالبن قراية سمحة ما قرينا ومسئولين عدال الله ما قسمهم لينا .
تنهد (ارقق) وعاد من تسفاره الطويل وراء طيوف المحبوب الذي تفصله عنه المسافات الشواسع زرع افدنتها ذهاب واياب وسقاها من فيوض حنينه وتولهات عشقه ،حاول ان يشارك ويثبت وجوده الفعلي فقال:الله يدينا عربات
فرد عليه رقد امبرم:يا منجوه ود الشقيرة ما قاعد
لكن ابوالبن كان يدري بحال الشاب الواله
مسح شاربه وقال :ودالشقيرة كفاهو القرب والصفايح
نهض ارقق قائلا :هوووي يا جماعة القعاد نيي
ربما رأي خارطة طريق..ربما