إلى جـنات الخـلد الأسـتاذ الأمين الصـادق عـبـد المنان

الصور التي سجلها أحد الإخوان هيجت في دواخلنا ذكريات تمتد لأكثر من نصف قرن،جغرافيا مختزنة في قلوبنا ليست هي الجغرافيا اليوم وصور اناس واسماء ليست هي اسماء اليوم. عجبا هي الدنيا هكذا لكن دعونا أبدا من الحاجز التاريخ فعمر الحاجز اكثر من مائة عام. عندما انهارت الدولة المهدية جاءت بقايا جيش الأمير القناوي ود حسين ( من بني حسن) نسابته من خزام وحلوا ببلامات اولا، وطلب خزام من اخيهم ونسيبهم وأميرهم في المهدية الشيخ القناوي بانهم سيفتحون لهم ارضا ويمسكون شيخا وخوتهم في محلها ن وركبوا خيلهم وفتحوا السنجكاية، وأعلن فيه الفكي السنوسي ود جاد المولى وكان أحفظم للقرآن بأن هذه الأرض لن يبردها إلا القرآن ففتح خزام خلاويهم وهم فقرا معروفين فكانت منارات في المنطقة وهي قائمة إلى اليوم.

الحاجز سميت كذلك لأن الأسود كانت تحجز أي (سافورة) تمر من القوز إلى الصعيد وبالعكس من أول الضهر وطوال الليل لذلك لاتمر السافورة إلا فجر وإلى قبل الظهر. كانت تربط القناوي والفكي علي ود اللمين ود العالم صداقة خاصة ، وكان الأخير قد بدء (كبر) بالحاجز وجاوره القناوي في (كبر) آخر ولاحقا ذهب القناوي واخرج (تسريح) من المفتش بالدلنج حيث سجل الحاجز بإسمه ومن يومها عرف الحاجز بحاجز القناوي . وفي حقيقة المر الحاجز (تلاته) حواجز هي حاجز القناوي وحاجز مسبعات شرقا، حاجز خزام غربا، يميز الحاجز واديها الذي يتكون من شق الناميةالذي ينطلق من قرى كنانة بالدبيبات وشق ابزغرات من قرى خزام (من شخاخات كزنقلا) جوار قرية السلامات (حلة حماد جمجموك بالجيم المعطشة). هذا الوادي الحاجز كان كثيف الغطاء النباتي بدرجة تفوق التصور عكس اليوم تماما حيث زال غطاؤه النباتي وما سوق الإبل به والتي تضاهي سوق تمبول إلا دليلا قاطعا على التصحر الذي أصاب هذا الوادي.

بسم الله الرحمن الرحيم

قالى تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}
ببالغ الحزن والأسى وبقلوب مكلومة ومطلـق التسليم بقضاء الله وقدره انتقل الى رحمة الله المغفور له بإذن الله فجر الجمعة بالمدينة المنورة الموافق 15 ابريل 2011م الأستاذ الأمين الصادق اللهم أغفر له وأرحمه وأعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقيه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
وندعو الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهمنا الصبر والسلوان.